الخميس

حكمتك يا أب

بعد طول الغياب الذي لم اعتده على مدونتي العزيزة .. و على زائريها الكرام الذين احبهم و احترم صداقتهم و اخوتهم لكلماتي .. رايت ان اعود و لكن بشكل مختلف قليلا .. فاليوم لا احمل في جعبتي نثرا او شعرا او مقالا ادبيا .. بل احمل قصة .. قصة اعتبرها انا محور حياتي .. لا اود ان اطيل المقدمة ولا حتى الموضوع فانا امل الاطالة .. اذا فالنبدأ .......

تواجد في خيالي رجل كبير .. يمتلك من الدنيا الحكمة .. فاحب ان يتعلم اولادة الثلاثه جزءا من حكمته .. فأتى بهم ذات يوم و قال :
ستئول ثروتي التي جمعتها لكم على مدار حياتي الى من يسبق اخوية في هذا الممر بين الاشجار وصولا الى حافة النهر .. و يستمر السباق لمدة 30 يوما .. تتسابقون كل يوم مرة واحدة فقط .. و من يكمل السباق الى اليوم ال 30 و تكون محصلة نتائجة الاكبر هو الفائز .. و لكن الشرط الاول هو الاهم ان يكمل ال 30 يوما في السباق .

وافق الابناء على ما امر به ابيهم .. و كان موقف كل منهم كالتالي :
الابن الاول : عابس الوجه - موافق بتذمر - سيفعل المطلوب رغما عنه
الابن الثاني : يقفز ضاحكا - ينظر الى اخوته بسخرية - واثق من الفوز
الابن الثالث : يقف مبتسما - يفكر كيف يستعد للمسابقة - لا يهمه الفوز قدر ما يهمه ان يرضى عنه ابيه

و بدأت المسابقة .. و في اليوم الاول :
الابن الاول : يجري بكل ما اوتي من قوه - متحاملا على جسده - متخطيا المجهود الاقصى الذي يجب ان يبذله
الابن الثاني : يجري بكل قوة - ينظر كل فترة الى اخوية هل هو سابقهم ام سابقيه - يتعثر كل ما ينظر الى احدهم
الابن الثالث : يجري على قدر ما يتحمل - يحاول الاستمتاع بما يفعل - ينظر امامه الى المنظر الجميل للاشجار و هو يجري

اليوم الثاني :
الابن الاول : كما كان في اليوم الاول - يزداد التعب على جسده
الابن الثاني : كما كان في اليوم الاول - تزداد الاصابات في جسده
الابن الثالث : كما كان في اليوم الاول - يستمتع بالجري بين الاشجار

اعتقد انني لن اسرد باقي الثالثون يوما .. كما اعتقد ان القصة نمطية و قد وصل اليكم انني بصدد التحدث عن الدروس المستفادة من القصة الخيالية .. و لكن اولا قبل ان اقول لما دونت هذا الموضوع دعوني اكمل القصة عند اليوم الثلاثين :
الابن الاول : كان قد مل و تعب - فهو لم يحب ابدا ما يفعل و لكن يفعله فقط من اجل المال - و قد خسر
الابن الثاني : كانت الاصابات قد اقعدته - فهو لم ينتظر الفوز انما بحث فقط عن خسارة الاخرين - وقد خسر
الابن الثالث : مازال يجري الى الان - و سيظل يكمل حتى بعد اليوم الثلاثين - فهو قد احب الجري و استفاد منه - لانه لم يبحث عن الفوز فقط بل بحث عن القيمة الفعليه لما يفعل - و هو الفائز بحكمة ابيه

الان اصدقائي .. اعتقد قد وصل لكم ما رجوت ان اوضحة لي اولا ثم لكم .. فانا دائم الحوار مع النفس و مع الناس عن قيمة العمل .. ايهما اهم القيمة الفعلية ام القيمة المادية

يقول البعض و لماذا تبحث عن واحدة دون الاخرى .. ادمج الاثنين معا .. و كم اتمنى انا ان يدمج الاثنين سويا .. و لكن الواقع يندر به مثل حالات الدمج هذه

في القصة او كما في رأسي رأينا ان الذي اتبع القيمة الفعلية .. و استمتع بما يعمل .. هو من فاز
و انا من انصار القيمة الفعلية لا المادية .. فانا افضل ان اعمل عمل قيم دون اجر مادي .. على ان اعمل عملا ذو اجر مادي كبير لا يضيف جديدا لي .. ولا يجعل لي بصمة في حياتي

الان و بعد ان اوضحت وجهة نظري .. اتمنى ان كان هناك من يستطيع ايضاح وجهة نظرة هو ايضا .. حتى و ان لم يوجد فاتمنى ان يستفيد البعض و يفكر في حياته و في عمله .. و يحاول ان يضيف بصمة في اليحاة لا ان يعمل فقط من اجل المادة

و كل عام و انتم بخير :)