السبت

زيهم .. زيك .. زينا


فتح عيونك
ابدأ يومك
اشرب حاجة تصحصحك
او كلم حبيبك في تليفونك
او صلي ركعتين يغسلوا همومك
و البس هدومك
على الشغل نازل
او على دراستك تحصل علومك
نازل على الحياة
تحقق فيها حلمك بعومك
لكن و انت بتعمل كل ده افتكر
افتكر انهم كانوا زيك .. و زينا
كان برده ليهم حلم بيدعوا بيه ربنا
بس الموت اخدهم مننا .. من وسطنا
افتكر .. و خلى الكلام في معلومك
متنساش انك لسه عايش
و هما تحت التراب
متنساش ان لسه عندك فرص
تشتغل و تتفسح و تتجوز و تلبس و تفرح
و هما فرصتهم بس رحمة ربنا في الحساب
متنساش انكهم شاركوك نفس القضية
لكنهم ماتوا .. و لسه العدل غياب
متنساش ان الكل قتلهم
و لسه القتله احرار .. بدون عقاب
لسه القتلة احرار
و احنا اللي في الزنازين
سجون الحرية مليانة
م الضي محرومين
بس ارجع و اقول زيهم
زي اللي ماتوا كلهم
احنا اللي في التحرير
ذلناكم
احنا اللي في التحرير
نكسناكم
افتكروا لو ناسيين
و افتكر كمان انت .. لو كنت ناسي
انهم زيك .. كان نفسهم وطن حر
مش سلطة و كراسي
افتكر .. و خلى الكلام في معلومك
لو كنت مكانهم و هما مكانك
كانوا هايكملوا الحلم
و هاينزلوا الميدان علشانك
و لا حد كان فيهم ابدا في يوم هايلومك
يلاا .. انزل على يومك
او ادفن راسك زي النعامة
و كمل في العسل نومك

الثلاثاء

البلطجي الشهيد


عندما توفي أول صديق لي قبل تخرجه من الكلية ببضع ايام .. و هو من كان ينتظر هذا التخرج بفارغ الصبر بعد خمس سنوات من الدراسة ليبدا بعدها حلم الحياة التي لطالما حلم بها .. ظللت اتسائل كثيرا ماذا لو كنت انا مكانه .. و شغلتي هذا التساؤل اكثر من حزني لفقدانه ....... فأين هو الان .. ماذا يفعل تحت الثرى .. هل نال من رحمة ربه و من اعماله ما يدخله الجنة .. ام انه يعذب في قبره .... ثم ماذا جنى هذا الشاب و ماذا اخذ من الحياة حتى يفارقها مبكرا الى هذه الدرجة ...... اليس من العدل ان يموت قبل ان يشهد عذاب دراستة و انتظاره لتحقيق حلمه .. او ان يموت بعد ان يأخذ من الدنيا نصيبه ........ و في النهاية اراحني كثيرا ان احتسبه في جنة الخلد ... فهو لم يكن يوما سوى شاب عادي مثلنا جميعا و قد اختاره ربه حتى يمتعه بنعيم الاخرة الذي هو افضل من نعيم الدنيا بشكل لا يقارن

و توالى بعدها بأيام نزيف الموت الذي اخذ ايضا صديقا اخر ثم صديقا ثالث ثم رابع .... و من يومها بدأت احس بقرب الموت .. بل بحلاوته .. فمن سبقوني ليسوا بأقل مني شأنا ... و اصبحت انا و القبور كأصدقاء ... فهي تحوي الكثير من رفقائي و اهلي ... و صرت لا اهاب الموت .. فتلاشت رهبته امام صحبة من سأجدهم هناك ........... و صرت احيا كالذي يستمتع بالحياة على قدر حقارتها ... فلا انتظر منها الكثير .... و لكن احيا فقط

ثم اتت الثورة بعد ذلك لتحصد الكثير الكثير من الشباب ... و من قبلها عبارات الموت و مراكب الهجرة الغير شرعية .. و حوادث الطرقات ..... حتى اصبحنا في مجتمع اسهل ما فيه هو الموت ... و بالاخص موت الشباب ....... و رغم ان الكثير ممن لم يصبهم هذا المكروة في عزيز لديهم قد يعتبرونه شيئا سهلا .... و رغم ان الكثير قد تبلدت مشاعرهم تجاه الموت الذي يحصد الارواح .... يبقى هناك من البشر اناسا يعتبرون للروح قيمة ... و للانسان قيمة ... و للشباب قيمة ...... لكن للاسف هؤلاء ليسوا بالكثير ممن نحيا وسطهم ...... لكنهم هم الامل في بقاء هذا المجتمع .... هم الامل في نقطة النور التي ربما تسطع في يوم من الايام على انقاض كل تلك الجثث

فأرجوكم لا تسفهوا ابدأ من موت شاب حتى و ان كان (( بلطجيا )) على حد قولكم ... فبماذا سيستفيد الميت من دنياكم حتى تزايدون على موته بمنحه لقب شهيد او بلطجي ......... فكلها القاب انتم تريحون او تزعجون بها انفسكم ... و لن تضرهم او تنفعهم شيئا ...... فارجاء كل الرجاء تمنوا لمن مات خيرا ... و لمن يحيا خيرا ... فلا احد يعلم في هذه الايام من اين يأتي الخير ........... لعله يأتي من نور قبورهم

السبت

قبور


فُطرنا على أن المستقبل نوراً
و الماضي بئرا يغطي أفراحه العذاب

فجائنا المستقبل يبني قبوراً
و أيامه خالية من الشباب

فشباب يقتل لقفزه سوراً
للحرية و أخرون يقتلون بلا اسباب

و سيادة الشايب من حسبناه وقوراً
أضاع حقهم كشاة وسط الذئاب

و يبقى لنا الماضي هو اقصى سروراً
فنحن و العدل في المستقبل غياب

أكان في فهمنا للفطرة قصوراً
أم ان هذا الزمان هو الكذاب