السبت

الســــــــــــــور

منذ أن كنت صغيرا وأنا أعيش داخل السور ... سور بناه لي والديّ أحجارة عبارات من العيب والحرام والعادات والتقاليد ... لكني كنت دائم القفز خارج هذا السور , لأحيا حياة المباح واللاحدود و بالتأكيد أنال العقاب الشديد بعد كل قفزة لكنة لم يمنعني من الاستمتاع بما رأيت خارج السور ولم يكن يساوي شيأ بجوار هذه المتعة ... فظللت طوال صباي أحلم باليوم الذي انهي فيه حياتي داخل السور لأخرج الى دنيا احبها واتمنى العيش بها , وأشتد هذا الحلم في مراهقتي فقد كنت في خلاف دائم مع أبواي و إزدادت قفزاتي خارج السور وإزداد العقاب معها ولكـــــــــــن .. بعد أن كبرت وحان الوقت لخروجي خارج السور وجدت أنني أعود لاقف خلف السور , وليس هذا لأنني وجدت حياة بائسة في الخارج ولكن رأيت ما كانت عيناي صغيرة لتراه وعرفت أنه لابد من وجود هذا السور في داخلي وأيضا أظل بداخلة كي احتفظ لنفسي بلقب انسان و بني أدم ... لأن من ظل خارج السور طوال حياتة قد فقد هذان اللقبين , فهي حياة تحوي المباح دون استحياء وتنتهي دائما بالتعدي على حدود الله والافراط في المعاصي ... وهذه الاشياء جميعا اذا كانت تزيد السعادة و تصل لدرجات عالية من النشوة في فعلها , فانها لحظات استمتاع سطحية تحمل في طياتها مرارة وضيق وندم شديد لا يحس بها الا بعد فوات الاوان ..... هكذا رأيت أن اظل خلف السور ولكن ابدا ببنائه من جديد على انقاض سور ابواي لانه بالطبع هناك الكثير والكثير من العادات والتقاليد التي تحتاج للتغير الصحيح بفعل تغير الزمان , لكن العيب والحرام هو شيئ باقي مدى الحياة فهي حدود الله ولا نملك لها التغير .... وأخيرا سأظل داخل سوري الجديد ولكن لن استطيع ان امنع نفسي من القفز خارجة ايضا لبعض الوقت المحدود جدا لأستمتع بدنيا المباح واللا حدود :):):) ......

ليست هناك تعليقات: