الدنيا سجن المؤمن و جنة الكافر .. توقفت كثيرا امام هذه الجملة في كل مرة كانت تضعني الحياة فيها موقف سعادة ... فكيف لمسجون ان يكون سعيد .. ام انا كافر و ليس لي في الاخرة من نصيب .
هذه ليست اول مرة اتمنى الموت .. فانا دائما كما احب الحياة لا اخشى من نهايتها سوى مقابلة رب العالمين .. فانا مخطئ على الدوام ، مصيب في قليل من الاحيان بفضل الله ... و لكن في تلك المرة تمنيت الموت ليس هربا من جحيم الحياة ولكن هربا من سعادة تنتظرني ... لا اعلم لماذا اقسو على نفسي الى هذه الدرجة .. لماذا لا اتحرر من جلد الذات .. لا اعلم
كثيرا سمعت عن دموع الفتيات .. تلك التى تنافس دموع التماسيح في الكذب .. و ربما صدفت تلك الدموع لمرة و قادتني حيث طريق كنت اراه مسدودا و مشيت برغم معرفتي ... لكن اليوم ما رأيت اصدق من هذه الدموع .. ولا اقسى منها علي .. دمعة تلو الاخرى كنت تتسابق لتغرز في قلبي سكينا ... و لو كانت تعلم تلك الدموع مدى فتكها بي ما نزلت يوما .
انا الذي ناضلت من اجل بعض المبادئ لدي .. و منها ان الزواج ليس شرا لابد منه وليس نصف الدين و ليس فرضا ستؤديه يوما فاسرع بتأديته لتتجاوز اذاه ... كنت دوما ارى الزواج طريقا يوازي طريق حياتك لا يقطعة و لا ينحرف بك عن مسارك .. ان صادفك خيرا .. و ان لم يصادفك فلعله خيرا ايضا ... و تبقى الحرية دائما هي السبيل لنسيان وحدتك ... و لكن ما فعلته بي تلك الفتاة تجاوز كل المبادئ و الشعارات ... فقد وجدت نفسي مرغما على الاستماع اليها و التعلق الطفولي بها .. فماذا فعلت و هي التي لم تحرك ساكنا ... و لماذا تبكي الان و قد وهبت نفسي لاجلها .. لعلها تعلم .. و لعلي افهم .
بالطبع لست ذلك الملاك .. و لا حتى الحكيم .. و لا الرجل الصالح ... انا محمل بكثير من الاخطاء و ملايين الذنوب .. قد اكون تمكنت يوما من اصلاح بعض العيوب و الاخطاء .. و لكن اظل بشرا يخطئ اكثر كثيرا مما يصيب .. و لذلك تبقى الحرية هي ان اخطئ و اتحمل نتيجة تلك الاخطاء قبل ان اتعلم لاصيب و تلك هي الحياة بالنسبة لجميع البشر بما فيهم الانبياء و الرسل ... و لكن ان تظل حياتك على المحك بالنسبة لاحدهم .. ينتظر منك الخطئ كي تصبح فجاءة شيطان بعد ان كنت ملاكا بجناحين ... و قد علمتنا الحياة انه كثيرا من الالوان يقع بين الابيض و الاسود .. و ان الله قد رفع الناس درجات فوق بعضهم بما فضل بعضهم على بعض .. لذلك نحن بشؤ لا نرى الملائكة ولا الشياطين .
اتذكر فيما مضى سمعت قصة عن رجل كان بلا ارجل وبلا يدين و يجلس بلا مأوى في احد الطرقات يحمد الله على نعمه .. فمر به رجل يسأله على ما يحمد الله وهو بلا حراك و بلا مأوى .. فأجابه ان الله قد انعم عليه بلسان ذاكرا و تبقى تلك النعمه اعظم بكثير من يدين قد يستخدمان في فعل الذنوب او ارجل تمشس بك الى نار جهنم .... و تعودت طيلة حياتي الا انظر الى البشر بصورهم و ان كنت احب الجمال و اقدره .. و لكن تبقى الروح ايضا و الاخلاق ليمتعاني بجمال من نوع اخر ... و لان الله يعلم ما تخفي الانفس .. فقد خص جمال المرأة من شروط الزواج بها و ان كان الدين هو اعظم الشروط ... و قد قلت قبلا انني بشر بصفات بشر لست ملاكا لازهد الجمال ... و لكن ايضا من انا لاميز الناس على صورهم و الله لا ينظر الا لقلوبهم .
اخشى ما اخشاه ان يتحول الزواج ان قدر لي ان اتزوج من موازي الى قاطع للحياة .. انا اعتبر نفسي من الاشخاص جيدة التألقم على كافة الاوضاع .. و لكن يعيبني ايضا المواجهه الدائمة بلا هوادة .. و احب دائما ان تبقى الكرة في ملعب من احب .. فانا ليست لي طلبات من شريك حياتي سواه ان يكون راضيا عن حياته معي .. سعيدا بكل مافيها من سعادة و متقبلا كل ما يمر بها من عواصف ... و لن يعيبه ابدا ان كان يطمح لغير ذلك .. فان الحياة اختيارات نحددها و ينبغي ان ندرك جيدا ان اختياراتنا فقط و ليس اختيارات الاخرين او ارائهم هي من تضمن لنا السعادة و ان كانت تتخللها بعض الصعاب .
في نهاية تلك الكلمات التي لا اعلم لماذا خرجت في هذا الوقت بدون ترتيب و بدون سابق انذار .. مما جعلني امسك بقلمي مرغما لادونها بعد فترة توقف عن الكتابة اكثر من عامين ... اتمنى ان تفهم تلك الفتاة انني احبها اكثر من اي شيء .. تفهم و تعلم و تدرك و تحس بهذا الحب الذي جعلني متيقنا ان كل ما مر في حياتي كان هشيما تذروه الرياح من قبلها ... و انني في هذه التجربة التي اجاهد لتستمر طوال حياتي القصيرة احيا كما لم احيا من قبل .. اتصرف كما لم اعتاد من قبل .. احب كما لو كنت مراهقا شابا رجلا كهلا و طفلا .... فلعلها تدرك و لعلها تعلم ..
الأربعاء
سعادة طعمها الحزن
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق