السبت

المسحور

جلس تحت شجرة التوت الكبيرة العتيقة , بنظر الى الفرع الصغير من النيل المدود امامه , كم احب هذا النيل دوما , كم احب ليلة ونهاره , جفائه و فيضانة , جلس ينظر الى الماء الجاري ببطء شديد , وكانه يابى الذهاب لمجرى جديد , وهو يعتقد ايضا ان صفحات الماء لا تتغير , فقد اعطاها كل اسرارة و كل همة , فكيف لها بالذهاب بعيدا , لقد اثقلها بهموم لا يقدر على حملها وهو اعتى الرجال , فكيف لقطرات من الماء ان تحملها و تذهب بها بعيدا .
ان من يعرفة جيدا يعرف انه دائم الابتسام , لا تفارقة السعاده في ظاهرة , وان كانت فارقتة قليلا في داخلة , لكنه كان يعرف جيدا كيف ينتصر على الحزن ايا كان , كان يعرف طريقا للفرح في كل مكان , يأبى ان يجد مهموما او حزينا دون ان يحاول جهدا اخراجة من وسط بحور الظلام الى جنات السعاده , ولكنه صار الان غير ذلك , صارت له ابتسامات غامضة واخرى يابسة و الباقيات ابتسامات حزينة تكاد من حزنها ان تذرف شفتاه دموعا .
صار يبنشد الوحده بعض ان كان تواقا للزحام محبا للتجمعات البشرية الكثيفة , صار ينجذب للظلام بعد ان كان مثل الفراشات التي تجري نحو النور , صارت يابسة كلماته , نظراته , حتى حركاته صارت اقرب لكهل يبحث عن جدار ليتكئ عليه ,وبعد ان كان صديقا لكل من تقع عليه عيناه و كل من تلمس كلماته اذناه , صار اصدقائة هو النيل و سماء زرقاء ومكانة المفضل هو ظل شجرة التوت

فما الذي صار ليتحول صانع للبهجة الى مؤد لدور حزين فقط في الحياة ؟

ليست هناك تعليقات: