بعد صمت طويل للاستبيان حول الحقيقة المجرده .. وجدت انه لابد للقلم ان يتحرك و يسطر خطوطا بعضها عريض و بعضها عميق .. فان الثورة لازالت في نفقها المظلم .. و نسأل الله ان يخرجها على خير .. و انا يرحمها برحمته لا باعملنا .
لحظات عاشها كل انسان مصري و غير مصري ليرى و يتابع و يرصد و يفرح و يحزن و يتألم و الف تعبير حملته مشاعرة خلال الشهر الماضي .. فقبل يوم ال 25 من يناير كانت قد بدأت التحالفات على الفيس بوك و كلها مؤيدة لسقوط النظام .. حتى من كان غير مؤيد لم يكن يعارض فان الشعب كله كان ناقم على النظام .. واكثر المتفائلين كان يعتقد انها لن تكون اكثر من مظاهرة ككل المظاهرات التي نراها يوميا .
و انا كنت اتابع من بعيد كل ما يحدث .. فقبل الثورة لا انكر ابدا اني كنت بدأت اتجرد من احساسي الوطني .. و بدأت بالبحث عن اراض المهجر البعيد .. ليس فقط للبحث عن رزق لي هناك .. لكن كنت مللت من نمطية الناس التي باتت اخلاقهم هزيلة و بائسة و منحطة .. كنت اراى الناس امامي ليسوا سوى اشباح تبحث عن المال .. استغلال و استنهاز و رياء و نفاق و صار الكذب يجري منهم مجرى الدم .. و كانت الكلمة التي اتحدث من خلالها هي ان لو معي خزائن الذهب لن اعيش في هذا البلد لانه ليس بالمال وحده يرتقي الانسان .. هناك مسارات اكثر يرتقي بها النسان قبل المال .. اولها الاخلاق و العلم الذان باتا في اواخر الصف لدى الكثيرين هنا .. وهو الشيء الذي جعلني في بادئ الامر لا اتحمس كثيرا من قيام الثورة .. حتى و ان كنت من اشد المعارضين للنظام و الراغبين بالتغير .. لكن وجود عناصر كثيرة تبتعد علاقتها مع خالقها لاقصى حد و عناصر اخرى تلبس روحها الهمجية و العشوائية في التصرفات هو ما جعلني لا اتحمس كثيرا لما يفعلون .. و لا اقصد ابدا انهم يحملون اجندات او انهم عملاء .. لا .. انا اظن فيهم مثلما اظن في نفسي انها ارائهم و توجهاتهم الشخصية التي لا اتفق معها في اي من خطوطها عدا خط واحد وهو الاطاحة بالنظام الحالي .. حتى و ان اختلفت وجهات نظرنا ايضا في كيفية الاطاحة و الدينامكية التي يجب ان تتم بها الطاحة .
و الان و قد حدث كل ما حدث .. أحب ان استوضح الصورة لنفسي و لغيري .
يوم 25 يناير .. طالب الشعب باسقاط النظام .. و كان الشعب الذي يطالب هو عبارة عن بعض المجموعات الشبابية بعيدا عن توجهاتهم و انتمائاتهم .. و ظلوا يحتجون في ميدان التحرير الى وقت متأخر من الليل .. عندما هاجمتهم قوات الامن المركزي و فرقتهم .
اليومان الذان تلوا ال 25 كان الاحتجاج فيهما على الفيس بوك .. و كان الجميع يعد العده لجمعة الغضب يوم 28 يناير .. حتى من لم يكن ابدا ليتحدث عن السياسة قد اخذته الحماسة و انطلق ليسقط النظام .. و كانت هي الجمعة الفاصلة في تاريخ مصر .. وقت انسحبت قوات الشرطة بعد صراع طويل في كل محافظات مصر و نزل الجيش بقواته الى شوارع مصر .. و ظهر علينا الرئيس للمرة الاولى ملقيا خطاب يحاول تهدئة الرأي العام و المحتجين بتغير وزاري موسع .
اقتنع البعض القليل و انا منهم بما قالة الرئيس .. و لم يكن الاقتناع الا للحفاظ على امن البلد الذي كان قد بدأ ينهار امام اعيننا .. و بنيت اقتناعي ان الرئيس قد فهم ما يجري حولة للمرة الاولى و هذه في حد ذاته خطوة ايجابية .. لان الامور لا تأخذ على محمل التعصب و لكن تؤخذ على محمل التفكير و التروي لرؤية ما سيحدث .
لكن سقوط القتلى في كل مكان اثار الشعب الكامن في قمقمه .. و حتى من كان بعيدا كل البعد اصبح ملتصقا في الاحتجاجات الموسعة .. و ظلت الهتافات تعلو و تعلو الى يوم الثلاثاء الذي خطب فيه الرئيس خطابه الثاني .. و الذي فعليا اقنع كثيرا من ابناء الشعب بان الرئيس راحل راحل لا محالة و لكن لنصبر حتى لا تنهار الدولة .. و بدأ الانقسام .. اسماها البعض الفتنة و اسماها البعض الخيانة .. و صدقا كان هناك مسيرات مؤيده للرئيس بلا اي توجيهات من الحزب الحاكم .. و لكن لغلطة اقترفها بعض العناصر التي لا اعلم حقيقة من هي و لن اتبع في كلامي كل الشائعات التي بلا ادلة راسخة .. و كانت هذه الغلطة هي اثارة الرعب و الخراب في ميدان التحرير نفسة .. وهو ما اشعل النار التي كانت قد بدأت تخمد ثانية .
و لنعلم فقط للعلم بالشيء ان هناك كثيرا من الشعب يسمعون و يصدقون بلا تفكير .. حتى و ان فكروا يفكروا تحت اقدامهم و لا مجال ابدا عندهم للرؤية الواسعة .. و هذه هو اخطر عيب حققة النظام السابق .. حتى هناك كثيرا من الملقبين بالمفكرين يفكرون ايضا تحت اقدامهم برؤية واضحة جدا للدنيا متناسين ماهو بعد الدنيا .. دنيا الخلود و هو القضية التي اصبحت تهمش قصدا للسيطرة على الانفتاح الاسلامي العقلاني .. الذي لا علاقة له بالسنية و لا الشيعيه و لا الاخوان و لا التنطرف باي شكل كان .. و هو ما انساق وراءة البعض من مريدي الدولة المدينة و يسمعون لاشخاص لهم ميول علمانية صريحة .. و هو الخطر القادم و القريب جدا الذي لا يراه الكثير .. لانهم وقفوا مع الثورة للاطاحة فقط بالظلم القمعي و المادي .. و لم ينبهوا ابدا للذي من الممكن ان يحدث خلف الكواليس .
ثم طلع علينا الرئيس للتخلي عن السطلة في يوم الجمعة ال11 من فبراير .. و صدقا ارتاح الجميع .. ما بين مؤيد و معارض للتنحي في هذا الوقت .. الجميع ارتاح لبرهة .. ثم اتى ما كنا منه نخاف .. الفوضى .. و ليست فقط الفوضى في الامظاهرات التي يطالب كل واحد فيها بما يريد شخصيا .. ولكنها الفوضى في التفكير ايضا .. فمن كان بالامس يقول الشعب يريد اسقاط حسني مبارك شخصيا .. يأتي اليوم ليقول مابال المتظاهرين الان انهم قليلوا الادب .. الم يعلم هذا ان ما كان يفعله بالأمس هو ما اوصله الى اليوم .. و نرى كل يريد ان يأخذ قطعة من الثورة .. و نرى من يريد ان يستغل الثورة في تحقيق مكسب شخصي له .. و نرى كل من كان له فكر خبيث يحاول ان يدسه بين طيات الثورة .. و نرى و نرى الكثير و الكثير مما كنت قد تحدثت عنه سابقا و اتت الاراء ضدي بانني لا ارى .. و اتمنى ان اكون فعلا لا ارى و يصدقون في قولهم .. قولهم الذي لم اعد اسمع له صوتا في مصر بل اتجهوا به على ليبيا .. و كانهم يريدون ان يحرروا الوطن العربي من حكامه بدلا من ان يقيموا فرض ربهم في تحرير فلسطين المنهوبة منهم ..اعتقد انها حمى الثورة .. التي تبدوا و كأنها كمباريات كرة القدم التي يتعصب لها الجميع .
انكم يا شعب مصر قد طلبتم بشيء و قد تحقق .. الاولى لكم ان تقوموا بالحفاظ على بلادكم من العلمانين و من الغوغائين .. و ان تحاولوا ان تعمروا بلدكم بنشر الفضائل و الاخلاق الحميدة .. و ليس معنى ان مصر دلوة اسلامية انها تقهر الديانات الاخرى .. بالعكس ان طبقت الشريعة الاسلامية الصحيحة ستجدون انها تترفق باهل الكتاب من الدينات الاخرى كالمسيحية و اليهودية و تعاملهم بالحسنى ما امر رب العالمين .. و كما قال الله تعالى - لم ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين و يخرجوكم من دياركم ان تبروهم و تقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين - .. ان الاسلام يا كل ذي عقل يأمرنا ان نعامل غير المسلم بالحسنى و ان لهم نفس الحقوق الوطنية و المعيشية كما المسلم تماما .. ولا يتعارض هذا مع الدين .. فلماذا تنساقون وراء من يريد ان يقمع الدين داخل دور العبادة فقط .. و يريد ان يتححر من قيود الدين و يحرر الجميع رغما عنهم حتى تعم السيئة .. و كما يعلم الجميع ان الله لن يوفق ابدا من يعصاه و يحاول ان يخفض كلمته .
انتبهوا وفقكم الله لمن يحاول ان يتحدث باسم الحرية .. و باسم حقوق الانسان .. لينقلب بالدولة الى دولة علمانية بدعوى التحضر .. احذوا وفقكم الله فان كميتون و ستردون الى من خلقكم ليسألكم عما كنتم تفعلون .. اتقوا الله في انفسكم و في بلدكم .. و ليعلوا صوت الحق في مواجهة الاصوات التي تريد ان تضل عن السبيل .. اصوات تاخذ الحرية ستارا لما تريد ان تضل به .
و ايضا لي تعليق اخير عن من يسمون انفسهم بإتلاف الثورة .. من فوضكم لليحدث باسم الشعب .. اليس الشعب هو من كان يريد اسقاط النظام .. لم نسمع ابدا ان احدا فوضكم للتحدث .. لذا ارجو من كل من يحمل اجنده خاصة به و برفاقه ان يلزم الصمت او ان يتحدث بما يرضى الله و ان لا يتحدث باسم الغلب الاعظم من الناس .. هناك 85 مليون شخص اتحدوا لكي يتنحى الرئيس .. حتى و ان اعترضوا او اتفقوا .. ليس لكم الحق ايضا في معاقبة من اعترض وقت الثورة .. فاين هي الديموقراطية التي تريدونها .. اليس لكل سخص حر ان يفكر كما يريد و يقول كما يريد بما انه لا يتعارض مع الاداب العامة ولا يخرج عن نطاق الاحترام الديني و الدنيوي .
و اسأل الله ان يوفق الكل لما فيه الخير .. و ان يتحلى بروح التسامح و الاخلاق و الفضائل الكريمة .. كل من اخطئ سيحاسب .. لان الله لا يظلم مقدار ذرة .. فليس هناك من داعي ان ينصب كل شخص نفسه اله ليعاقب .. اعلم انك في يوم ستقف امام من خلقك ليحاسبك فتلطف بالناس و ارحم من ذله الله امامك و اعلم انه من اخلاق المسلم القوي العفو عند المقدرة .. و لكن ايضا في حدود الله ليس هناك تسامح فيمن سرق يجب ان يحاسب و من قتل و تسبب في فوضى و قفساد يجب ان يحاسب .. و لكن بلا تجريح او اهانة فهذا ليس من اخلاق المسلم ابدا .. و اذا كان المواطن المصري قد ظهر بصورة مشرفة امام العالم كله سواء مسلم او مسيحي .. فيجب ان تظل هذه الصورة قائمة .. و لا يخاف ابدا اخواننا في الطون فان ديننا ينص على معاملتهم معاملة بالمثل كما نعالم انفسنا تماما .. فان السلام يكفل حرية العقيدة و الدين للجميع .
لحظات عاشها كل انسان مصري و غير مصري ليرى و يتابع و يرصد و يفرح و يحزن و يتألم و الف تعبير حملته مشاعرة خلال الشهر الماضي .. فقبل يوم ال 25 من يناير كانت قد بدأت التحالفات على الفيس بوك و كلها مؤيدة لسقوط النظام .. حتى من كان غير مؤيد لم يكن يعارض فان الشعب كله كان ناقم على النظام .. واكثر المتفائلين كان يعتقد انها لن تكون اكثر من مظاهرة ككل المظاهرات التي نراها يوميا .
و انا كنت اتابع من بعيد كل ما يحدث .. فقبل الثورة لا انكر ابدا اني كنت بدأت اتجرد من احساسي الوطني .. و بدأت بالبحث عن اراض المهجر البعيد .. ليس فقط للبحث عن رزق لي هناك .. لكن كنت مللت من نمطية الناس التي باتت اخلاقهم هزيلة و بائسة و منحطة .. كنت اراى الناس امامي ليسوا سوى اشباح تبحث عن المال .. استغلال و استنهاز و رياء و نفاق و صار الكذب يجري منهم مجرى الدم .. و كانت الكلمة التي اتحدث من خلالها هي ان لو معي خزائن الذهب لن اعيش في هذا البلد لانه ليس بالمال وحده يرتقي الانسان .. هناك مسارات اكثر يرتقي بها النسان قبل المال .. اولها الاخلاق و العلم الذان باتا في اواخر الصف لدى الكثيرين هنا .. وهو الشيء الذي جعلني في بادئ الامر لا اتحمس كثيرا من قيام الثورة .. حتى و ان كنت من اشد المعارضين للنظام و الراغبين بالتغير .. لكن وجود عناصر كثيرة تبتعد علاقتها مع خالقها لاقصى حد و عناصر اخرى تلبس روحها الهمجية و العشوائية في التصرفات هو ما جعلني لا اتحمس كثيرا لما يفعلون .. و لا اقصد ابدا انهم يحملون اجندات او انهم عملاء .. لا .. انا اظن فيهم مثلما اظن في نفسي انها ارائهم و توجهاتهم الشخصية التي لا اتفق معها في اي من خطوطها عدا خط واحد وهو الاطاحة بالنظام الحالي .. حتى و ان اختلفت وجهات نظرنا ايضا في كيفية الاطاحة و الدينامكية التي يجب ان تتم بها الطاحة .
و الان و قد حدث كل ما حدث .. أحب ان استوضح الصورة لنفسي و لغيري .
يوم 25 يناير .. طالب الشعب باسقاط النظام .. و كان الشعب الذي يطالب هو عبارة عن بعض المجموعات الشبابية بعيدا عن توجهاتهم و انتمائاتهم .. و ظلوا يحتجون في ميدان التحرير الى وقت متأخر من الليل .. عندما هاجمتهم قوات الامن المركزي و فرقتهم .
اليومان الذان تلوا ال 25 كان الاحتجاج فيهما على الفيس بوك .. و كان الجميع يعد العده لجمعة الغضب يوم 28 يناير .. حتى من لم يكن ابدا ليتحدث عن السياسة قد اخذته الحماسة و انطلق ليسقط النظام .. و كانت هي الجمعة الفاصلة في تاريخ مصر .. وقت انسحبت قوات الشرطة بعد صراع طويل في كل محافظات مصر و نزل الجيش بقواته الى شوارع مصر .. و ظهر علينا الرئيس للمرة الاولى ملقيا خطاب يحاول تهدئة الرأي العام و المحتجين بتغير وزاري موسع .
اقتنع البعض القليل و انا منهم بما قالة الرئيس .. و لم يكن الاقتناع الا للحفاظ على امن البلد الذي كان قد بدأ ينهار امام اعيننا .. و بنيت اقتناعي ان الرئيس قد فهم ما يجري حولة للمرة الاولى و هذه في حد ذاته خطوة ايجابية .. لان الامور لا تأخذ على محمل التعصب و لكن تؤخذ على محمل التفكير و التروي لرؤية ما سيحدث .
لكن سقوط القتلى في كل مكان اثار الشعب الكامن في قمقمه .. و حتى من كان بعيدا كل البعد اصبح ملتصقا في الاحتجاجات الموسعة .. و ظلت الهتافات تعلو و تعلو الى يوم الثلاثاء الذي خطب فيه الرئيس خطابه الثاني .. و الذي فعليا اقنع كثيرا من ابناء الشعب بان الرئيس راحل راحل لا محالة و لكن لنصبر حتى لا تنهار الدولة .. و بدأ الانقسام .. اسماها البعض الفتنة و اسماها البعض الخيانة .. و صدقا كان هناك مسيرات مؤيده للرئيس بلا اي توجيهات من الحزب الحاكم .. و لكن لغلطة اقترفها بعض العناصر التي لا اعلم حقيقة من هي و لن اتبع في كلامي كل الشائعات التي بلا ادلة راسخة .. و كانت هذه الغلطة هي اثارة الرعب و الخراب في ميدان التحرير نفسة .. وهو ما اشعل النار التي كانت قد بدأت تخمد ثانية .
و لنعلم فقط للعلم بالشيء ان هناك كثيرا من الشعب يسمعون و يصدقون بلا تفكير .. حتى و ان فكروا يفكروا تحت اقدامهم و لا مجال ابدا عندهم للرؤية الواسعة .. و هذه هو اخطر عيب حققة النظام السابق .. حتى هناك كثيرا من الملقبين بالمفكرين يفكرون ايضا تحت اقدامهم برؤية واضحة جدا للدنيا متناسين ماهو بعد الدنيا .. دنيا الخلود و هو القضية التي اصبحت تهمش قصدا للسيطرة على الانفتاح الاسلامي العقلاني .. الذي لا علاقة له بالسنية و لا الشيعيه و لا الاخوان و لا التنطرف باي شكل كان .. و هو ما انساق وراءة البعض من مريدي الدولة المدينة و يسمعون لاشخاص لهم ميول علمانية صريحة .. و هو الخطر القادم و القريب جدا الذي لا يراه الكثير .. لانهم وقفوا مع الثورة للاطاحة فقط بالظلم القمعي و المادي .. و لم ينبهوا ابدا للذي من الممكن ان يحدث خلف الكواليس .
ثم طلع علينا الرئيس للتخلي عن السطلة في يوم الجمعة ال11 من فبراير .. و صدقا ارتاح الجميع .. ما بين مؤيد و معارض للتنحي في هذا الوقت .. الجميع ارتاح لبرهة .. ثم اتى ما كنا منه نخاف .. الفوضى .. و ليست فقط الفوضى في الامظاهرات التي يطالب كل واحد فيها بما يريد شخصيا .. ولكنها الفوضى في التفكير ايضا .. فمن كان بالامس يقول الشعب يريد اسقاط حسني مبارك شخصيا .. يأتي اليوم ليقول مابال المتظاهرين الان انهم قليلوا الادب .. الم يعلم هذا ان ما كان يفعله بالأمس هو ما اوصله الى اليوم .. و نرى كل يريد ان يأخذ قطعة من الثورة .. و نرى من يريد ان يستغل الثورة في تحقيق مكسب شخصي له .. و نرى كل من كان له فكر خبيث يحاول ان يدسه بين طيات الثورة .. و نرى و نرى الكثير و الكثير مما كنت قد تحدثت عنه سابقا و اتت الاراء ضدي بانني لا ارى .. و اتمنى ان اكون فعلا لا ارى و يصدقون في قولهم .. قولهم الذي لم اعد اسمع له صوتا في مصر بل اتجهوا به على ليبيا .. و كانهم يريدون ان يحرروا الوطن العربي من حكامه بدلا من ان يقيموا فرض ربهم في تحرير فلسطين المنهوبة منهم ..اعتقد انها حمى الثورة .. التي تبدوا و كأنها كمباريات كرة القدم التي يتعصب لها الجميع .
انكم يا شعب مصر قد طلبتم بشيء و قد تحقق .. الاولى لكم ان تقوموا بالحفاظ على بلادكم من العلمانين و من الغوغائين .. و ان تحاولوا ان تعمروا بلدكم بنشر الفضائل و الاخلاق الحميدة .. و ليس معنى ان مصر دلوة اسلامية انها تقهر الديانات الاخرى .. بالعكس ان طبقت الشريعة الاسلامية الصحيحة ستجدون انها تترفق باهل الكتاب من الدينات الاخرى كالمسيحية و اليهودية و تعاملهم بالحسنى ما امر رب العالمين .. و كما قال الله تعالى - لم ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين و يخرجوكم من دياركم ان تبروهم و تقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين - .. ان الاسلام يا كل ذي عقل يأمرنا ان نعامل غير المسلم بالحسنى و ان لهم نفس الحقوق الوطنية و المعيشية كما المسلم تماما .. ولا يتعارض هذا مع الدين .. فلماذا تنساقون وراء من يريد ان يقمع الدين داخل دور العبادة فقط .. و يريد ان يتححر من قيود الدين و يحرر الجميع رغما عنهم حتى تعم السيئة .. و كما يعلم الجميع ان الله لن يوفق ابدا من يعصاه و يحاول ان يخفض كلمته .
انتبهوا وفقكم الله لمن يحاول ان يتحدث باسم الحرية .. و باسم حقوق الانسان .. لينقلب بالدولة الى دولة علمانية بدعوى التحضر .. احذوا وفقكم الله فان كميتون و ستردون الى من خلقكم ليسألكم عما كنتم تفعلون .. اتقوا الله في انفسكم و في بلدكم .. و ليعلوا صوت الحق في مواجهة الاصوات التي تريد ان تضل عن السبيل .. اصوات تاخذ الحرية ستارا لما تريد ان تضل به .
و ايضا لي تعليق اخير عن من يسمون انفسهم بإتلاف الثورة .. من فوضكم لليحدث باسم الشعب .. اليس الشعب هو من كان يريد اسقاط النظام .. لم نسمع ابدا ان احدا فوضكم للتحدث .. لذا ارجو من كل من يحمل اجنده خاصة به و برفاقه ان يلزم الصمت او ان يتحدث بما يرضى الله و ان لا يتحدث باسم الغلب الاعظم من الناس .. هناك 85 مليون شخص اتحدوا لكي يتنحى الرئيس .. حتى و ان اعترضوا او اتفقوا .. ليس لكم الحق ايضا في معاقبة من اعترض وقت الثورة .. فاين هي الديموقراطية التي تريدونها .. اليس لكل سخص حر ان يفكر كما يريد و يقول كما يريد بما انه لا يتعارض مع الاداب العامة ولا يخرج عن نطاق الاحترام الديني و الدنيوي .
و اسأل الله ان يوفق الكل لما فيه الخير .. و ان يتحلى بروح التسامح و الاخلاق و الفضائل الكريمة .. كل من اخطئ سيحاسب .. لان الله لا يظلم مقدار ذرة .. فليس هناك من داعي ان ينصب كل شخص نفسه اله ليعاقب .. اعلم انك في يوم ستقف امام من خلقك ليحاسبك فتلطف بالناس و ارحم من ذله الله امامك و اعلم انه من اخلاق المسلم القوي العفو عند المقدرة .. و لكن ايضا في حدود الله ليس هناك تسامح فيمن سرق يجب ان يحاسب و من قتل و تسبب في فوضى و قفساد يجب ان يحاسب .. و لكن بلا تجريح او اهانة فهذا ليس من اخلاق المسلم ابدا .. و اذا كان المواطن المصري قد ظهر بصورة مشرفة امام العالم كله سواء مسلم او مسيحي .. فيجب ان تظل هذه الصورة قائمة .. و لا يخاف ابدا اخواننا في الطون فان ديننا ينص على معاملتهم معاملة بالمثل كما نعالم انفسنا تماما .. فان السلام يكفل حرية العقيدة و الدين للجميع .
هناك تعليق واحد:
Hi theгe, аftеr reading
thіs amazing pieсe of wгіting i am tοo cheeгful
to ѕhare my familiarіty hеre with frienԁs.
My homepage online casino
Also visit my webpage ... online casino
إرسال تعليق